اطلالتي يعنى بالثقافة العامة ونمط الحياة العصرية
مقالات مشابهة
كنت في الصغر عندما يطلب مني شيئا وكنت اقول دائما سوف افعل ذلك غدا سوف ادرس هذه المادة او سوف اقرأ هذا الكتاب
فيما بعد وكان والدي يقول لي مثل باللغة الانكليزية (Tomorrow never comes) اي ان غدا لم ياتي ابدا وكان يهدف
الى ارساء مبدأ وهو ان غدا يبدا من اليوم ومرور السنين ومرور السنين بانخراطنا في اعمالنا وتاجبل الذهاب في اجازة او كما
وعدت الاطفال الى مدينة الالعاب بحجة العمل وتاجيله الى الغد او الاسبوع القادم وفي الواقع نجد ان الخسارة هنا لا تعود على
الاطفال او بيتك وحسب بل تصيب الكل بحالة من الاحباط المزمن ونضيع على انفسنا فرصة الاستمتاع بالجو الاسري وقربنا
ممن نحب فسيضيع علينا رؤيتهم وهم يسبحون لاول مرة من غير الاعتماد على الاطارات الهوائية التي توضع حول ايديهم بحجة
ان لدينا اجتماع وعن استاعتهم قيادة الراجة بدون مساعدة بحجة ان هناك زائر اجنبي يجب مرافقته في جولات عمل وعن مشاركتهم
اي نشاط لاول مرة لاسباب مشابهة بالطبع ليس الهدف هو اهمال العمل على حساب المرح والراحة ولكن عدم قدرتنا على تخصيص
فسحة من الوقت للبيت و الأسرة والخلط بين وقت العمل بوقت الاسرة لهو المشكلة الحقيقية .
اذ ان الغرب سبقنا باشواط في هذا المجال فانهم اكثر منا انتاجية في العمل واكثرهم استمتاعا بانجازاتهم وحياتهم وان تاجيل الايفاء
بالعهود بالنسبة للعائلة على امل الانتهاء من الاعمال سيؤدي في النهاية ظهور اطفالنا بمفردهم في البوم صورهم العادي او الرقمي
واحساسنا بالندم على التقدم بالعمر او اصابتنا بمرض عضال لايسعفنا الوقت المتبقي لنا من الحياة من تعويض من نحب عن فترة
تغيبنا الإرادي عنهم الى تغيبنا لا ارادي مجبرين عليه لاحقا.
