كان الانسان دائما و ابدآ يبحث عن قوى خارقة يستند ويركن اليها و ذلك لتمده بالقوة وليحافظ ايضا على ممتلكاته عن طريق
تقديم القرابين من شتى الأشكال , و ذلك يظهر جليا في المجتمعات البدائية و في الاماكن النائية على امتداد الارض في شرقها وغربها,
ولكن في منطقتنا كانت دائما وابدا مركز للاشعاع الروحي على مر العصور و ذلك عن طريق الانبياء والرسل والصالحين
ومنها الى كافة انحاء العالم.
و مع زحمة الحياة و ايقاعها السريع وطغيان المادة على شتى اوجه الحياة اهمل الجانب الروحي شيئا فشيئا ويظهر ذلك جليا
في الغرب حيث دور العبادة شبه خالية مع عزوف الجيل الجديد عن الانجذاب الى الروحانيات بشكلها الصحيح واقتصار التدين
فقط على قلة قليلة من كبار السن,
واصبحت مجتمعاتنا تتاثر بهذه الرياح شيئا فشيئا و يتجه ذلك بالطبع من فراغ نفسي وروحي كبير ينجرف الإنسان معه الى
حافة المجهول.
وبالتالي يجب تخصيص وقت بشكل يومي لاشباع الجانب الروحي وهو جانب الاساس لايجب الاستهانة فيه لانفسنا ولأولادنا
الذين مع الوقت سيسلكون نفس السلوك الذي نسلكه سواء بالاتجاه الصحيح او بالاتجاه المجهول وسنكون نحن اولا و اخيرا المسؤلون
عن هذا التصرف و ذلك باعتبار البيت و الاسرة هما المكون الاساسي لشخصية الفرد.
فما نزرعه الان امام صغارنا سوف نحصده عندما يكبروا فالشخص الشبع بالروحانيات لهو شخص اولى ببر الوالدين و حبهم
حين يكبر من ذلك الغريب في ذاته .