عمل أبي لمدة تناهز 25 عاما في مجال البترول و تدرج وظيفيا حتى شغل منصب مدير قطاع و كان ياخذني معه و أنا صغير
و لاحظت خلو مكتبه تقريبا من الأوراق فكان يستخدم مجموعة من الأقلام بالألوان مختلفة تبين لي فيما بعد ان كل قلم يبين حالة
معينة من هذه الأوراق أي الأزرق للإمضاءات و الأحمر للسرعة و السرية إلى آخره .
تذكرت كل هذه الأحداث عندما زارني في عملي و رأى الحالة إلي كان عليها مكتبي من أوراق و ملفات حينها نظر إلي و قال
بضع كلمات غيرت الكثير من أدائي بقوله :
المدير على مكتبه قلم
بهذه الكلمات القليلة لخص لي الكثير فالمدير ينجز ما أمامه و هذا ينطبق أيضا على الدرجات الأدنى في السلم الوظيفي
فمهمة الموظف إن ينجز الجزء الخاص به و يحوله إلى الجهة التي تليه لإتمام المعاملة و ليس لتحنيطها.
و يعتقد البعض بان مظهر الأوراق على المكتب يعكس أهمية اكبر و يظهرون أمام رؤسائهم بأنهم مشغولون و كأنهم يحملون
أعباء الشركة على رؤوسهم.
إن عملية تصنيف الأوراق و المستندات بالشكل العملي و الصحيح و عدم تركها بشكل تبدوا أنها تحاصرنا من كل الاتجاهات تريح
الأعصاب و تزيل الخوف و القلق من فقد مستند أو وثيقة يمكن أن يؤدي فقد احدها قد يؤدي إلى فقد الوظيفة ذاتها و يقلل من الإجهاد
الذي يسببه البحث في تلال من الأوراق المبعثرة .