الكثير منا يبذلوا جهدا لا باس به للتعرف عل أشخاص آخرين ذو شهرة في شتى المجالات الحياتية بهدف معرفة سبب نجاحهم
و تميزهم و التشبه بهم و يمكن إن يسترسلوا بالحديث عنهم و عن خصالهم و مآثرهم إذا سئلوا عنهم.
و لكن هل إذا سئلوا عن أنفسهم يا ترى تقس الأسئلة هل يمكنهم أن يستغرقوا نفس المدة التي استغرقوها في وصف الآخرين ؟
إن مشكلة عدم استعداد الإنسان للتعرف على نفسه و تقبلها كما هي ظاهرة منتشرة في معظم المجتمعات على اختلاف انتماءاتها
كما أنها تولد لدى هؤلاء الأشخاص الذين يرفضون أنفسهم و يتمنون ن يكونوا غير أنفسهم شعورا بالتعاسة ليس بعده تعاسة
و ذلك نتيجة لفشلهم في تحقيق ذلك الهدف .
مثالا على ذلك في مجتمعاتنا العربية توجد ظاهرة التشبه بالمطربين من قبل الشباب و المطربات من قبل الفتيات وذلك على
صعيد أسلوب الحديث و التصرفات أو التشبه بهم من ناحية المظهر مما يرافقه تغير في نمط الملابس و نطق الحروف إلى قيام
بعض الفتيات باجراء العمليات الجراحية (التجميلية) للوصول إلى هذا الهدف إلى حد ما, مما ينتج عن ذلك مجموعة من الأشخاص
في شخص واحد غير واضح المعالم . فنحن لا يمكن أن نكون أو نتقن غير أنفسنا إن الإنسان يمتلك قدرات عقلية و بدنية هائلة يفشل
في استخدامها وان الشخص العادي لا يستخدم أكثر من 10% فقط من هذه القدرات و المواهب و يبقى 90% منها حبيسة منتظرة
اكتشاف صاحبها لها.
يجب أن تتذكر دائما انك شخص فريد في ذاتك و شخصيتك و كمثل اختلاف بصمة أصابعك عن سائر البشر كدليل ظاهر ملموس
تختلف أيضا شخصيتك.
و قد صاغ الشاعر دوغلاس مالوك نفس الفكرة بقوله : إن لم يمكنك أن تكون صنوبرة على الجبل كن شجرة صغيرة في الوادي